|
مدينة بومرداس كانت نقطة هامة في العهد الروماني و كانت تسمى "صرصورة" كما كتب على الخريطة الرومانية.
و إن الأثار مازالت مغمورة تحت التراب و لم يظهر منها سوى جدار سميك. و المتتبع للخريطة يفهم أن هذه المنطقة كانت تمثل همزة وصل بين مدينة الجم الرومانية و حضر موت "سوسة"
و بالإطلاع على كتاب CESAR المؤلف باللغة اللاتينية و المترجم بالفرنسية نكتشف نصا يذكر بوضوح المدينة المندثرة و كان ذلك عندما قام جليوس قيصر سنة 46 ق م بحملة مضادة على أعدائه الذين كانوا ينافسونه الحكم فتابعهم بجيشه إلى مستعمراته بشمال إفريقيا. و الذي جعل مدينة بومرداس تدخل هذا التاريخ هو بحثه عن المؤونة لجنوده من القمح, المادة الإستراتجية في حروب ذلك الزمان.
و المطلع على مكان مدينة صرصورة يلاحظ كثافة قطع الفخار مما يدل على أن هذه المدينة كانت تمتاز بصناعة الفخار لا سيما إذا علمنا انه بالقرب من المنطقة مقاطع الصلصال.
هذا و قد جاء ذكر بومرداس في مخطوط المؤرخ ابن خلدون:
" قرية بها جامع خطبة و مقام لسيدي محمد بومرداس، و حوطة لسيدي رحومة و سيدي الداهش بمقبرتها من وضعها القبلي، و معصرتان، و ستة عشر دار. ويحد الجميع قبلة تراب هنشير قيساس و قدر المسافة إليه ميل و نصف، و شرقا تراب هنشير عميرة و قدر المسافة إليه ميلان، و جوفا هنشير وادي معال و قدر المسافة إليه ميلان، و غربا طريق المحلة و قدر المسافة إليه ميلان و نصف، و بينهما و بين أجم اثني عشر ميلا ."